علمنا نبينا صلى الله عليه وسلم أن الزوجة الصالحة هي خير متاع يمتلكه الرجل لهذه الدنيا، تسانده في تحمل مشاق الحياة،وتلطف عنه حرارة أعبائها، فهي نعمة من الله تستحق الشكر. وعلى العكس من ذلك تكون الزوجة شيئة الخلق التي تكدر حياة الرجل،ولا تتوقف عن الشكوى والتذمر،وتستمر في جعل الرجل يشعر بالتقصير، مما يشكل عبئاً نفسياً ثقيلاً على الرجل.
إن فكرة الصلاح وطاعة الله كانت هي الأساس الذي يختار بحسبه الصالحون أزواجهم أو يفارقونهم،وكان هذا هو الذي دفع نبي الله إبراهيم بأمر ولده إسماعيل بتطليق زوجته،وذلك لأنها كانت دائمة الشكوى،ولم تحمد الله على نعمه،وقد روى ذلك ابن عباس رضي الله عنه في صحيح البخاري في حديث طويل نأخذ منه القصة:
حيث زار إبراهيم بيت ولده إسماعيل بعد ما تزوج فلم يجده فسأل امرأته عنه فقالت: خرج يبتغي لنا، ثم لما سألها عن معيشتهم وحياتهم جعلت تشكو الضيق وشدة الحال واسترسلت في الشكوى له، فقال لها نبي الله إبراهيم: إذا جاء زوجك فاقرأي عليه السلام وقولي له يغير عتبة بابه، فلما قدم نبي الله إسماعيل كأنه شعر بشيء، فسألها إن كان قدم أحد فأخبرته بالشيخ الذي جاء وسال عنه وما قاله من تغييرعتبة البيت، فقال لها ذاك أبي وقد أمرنيبتطليقك،الحقي بأهلك.
طلق إسماعيل زوجته و تزوج بأخرى ، و بعد فترة من الزمن مر عليه إبراهيم عليه السلام حيث طرق الباب فلم يجده و دخل على امرأته فسألها عنه فأخبرته أنه خرج في طلب الرزق ، ثم سألها عن معيشتها و حالها معه ، فأخبرته أنهما في سعة من الرزق و فضل من الله ، وحمدت و أثنت على ربها ، فقال ما طعامكم ، فقالت اللحم قال و ما شرابكم قالت الماء قال اللهم بارك لهم في اللحم و الماء ، إذا جاء زوجك فأخبريه أن يثبت عتبة بيته ، فجاء نبي الله إسماعيل و سألها إن كان قدم أحد فأخبرته بالشيخ و هيئته و ما قاله لها و ما قالته و أنه يقرأ عليك السلام و يأمرك بأن تثبت عتبة بابك قال ذاك أبي و أنت العتبة و امرني ان امسكك
هذه القصة تبين أهمية خلق الزوجة وأنها هي السبب الجوهري لإقامة البيت واستمرار الحياة ويؤكد ذلك قوله تعالى " ألا يقيما حدود الله فجعل إعانة الزوجة لزوجها على إقامة حدود الله وكذلك إعانة الزوج لزوجته شرطاً لاستمرار الزواج، لأن الهدف الأساسي من إقامة الحياة الزوجية هي المعونة على طاعة الله.
تعليقات
إرسال تعليق