ظاهرة توقف لب الأرض عن الدوران

فاجئنا علماء الزلازل الصينيين بجامعة بكين بتقديمهم دراسة توضح أن نواة الأرض قد توقفت عن الدوران ، مما آثار جدلاً واسعاً بين علماء الجيولوجيا ، وايضاً بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين اعتبروا أن توقف دوران لب الأرض هي مقدمة لتغيير اتجاه دوران الأرض وبالتالي سيترتب عليها طلوع الشمس من جهة الغرب وهذه من أبرز علامات الساعة الكبرى والتي بعدها لا تقبل توبة الإنسان.

فما هي تلك الدراسة التي أجرها علماء جامعة بكين؟، وهل هناك علاقة بين توقف لب الأرض عن الدوران واقتراب نهاية الحياة ؟، وهل يعني توقف نواة الأرض أن الشمس ستشرق من الغرب؟

 توقف نواة الأرض

قام أساتذة علم الزلازل بجامعة بكين الصينية «شياودونغ سونغ، ويي يانغ بتحليل الموجات الزلزالية الصادرة عن الزلازل التي وقعت على مدار عدة عقود، بالتحديد منذ عام 1964 حتى عام 2021، كما قاموا بأجراء الدراسة على سرعة تلك الموجات الزلزالية وتوصلوا إلى النتائج التالية :

-        أن دوران نواة الأرض قد توقف تقريبًا عن الدوران في حوالي عام 2009 ميلادي وأنه من المتوقع أن دوران لب الأرض في الاتجاه المعاكس.

وهذه ليست المرة الأولى التي تتوقف فيها نواة الأرض عن الدوران وتغير اتجاها،حيث أنها تتوقف وتغير اتجاه دورانها مرة كل 35 عاماً.

-        لقد تغير اتجاه دوران لب الأرض أخر مرة في أوائل السبعينيات، وبالتحديد عام 1974

-        من المتوقع أن تغير نواة الأرض اتجاه دورانها مرة أخرى بحلول منتصف أربعينيات القرن الحادي والعشرين. .

 وقد قدّم علماء جامعة بكين تفسيرهم لأسباب توقف دوران نواة الأرض ، حيث أرجعوا ذلك إلى أن تأثير المجال الكهرومغناطيسي بالإضافة إلى تأثير الجاذبية الأرضية يمثلان السبب الذي يؤدي إلىالحركة الدائمة للنواة الداخلية للأرض.مع وجود انعكاس شبه كامل للموجات الزلزالية، التي تؤثر على دوران النواة، بالتالي يحدث فرق في السرعة بين النواة والقشرة الخارجية، وهو ما يؤدي إلى توقف لب الأرض عن الدوران، ومن ثم انعكاس حركته.

هناك عدة نظريات أخرى تقدم تفسيرات متباينة لتلك الظاهرة ، ولكن معظم تلك النظريات قد أكدت على أن توقف دوران لب الأرض لا يعُتبر مقدمة لانعكاس حركة الأرض وخروج الشمس من المغرب وبالتالي لي لهذه الظاهرة علاقة بنهاية الحياة الدنيا.

ورغم تأكيد العلماء المتخصصين على عدم وجود خطر على البشر نتيجة لتوقف لب الأرض عن الدوران إلا أنهم أوضحوا بعض التأثيرات التي سنتعرض لها والتي منها :

  إن حركة نواة الأرض تؤثر بشكل مباشر على دوران الأرض والمناخ وعلى طول وقصر اليوم.

حيث أنه  كلما زاد سرعة دوران نواة الأرض كلما كان طول اليوم أقصر والعكس صحيح، أي كلما قلت سرعة دوران نواة الأرض أصبح اليوم أطول، وهو ما يعني قصر اليوم لمدة زمنية تبلغ أجزاء قليلة من الثانية.

 كما سيؤثر  توقف دوران نواة الأرض أو انعكاسها على المناخ وسيترتب عليه بعضالتغيرات مناخية.

وفي النهاية فإن هذا هو تحليل العلماء للظاهرة ، أما النظرة الإيمانية للظاهرة فلا تتوقف عند هذا القدر وإنما هناك حكمة أبلغ من مجرد التفسير العلمي النظري الذي ربما يثبت خطأه مستقبلاً. إن الله تعالى ذكر لنا في كتابه سبب إرسال تلك الآيات التي نستقبلها منذ تواجدنا على هذه الأرض حيث قال تعالى " وما نرسل بالآيات إلا تخويفا" الاسراء 59