هو مسلسل مغربي جديد يسعى لتقديم أنماط وتجارب وقصص تلبي احتياجات شريحة كبيرة من الجمهور العربي التي تبحث عن الأعمال التي تقدم قيمة للمجتمع ، وتسعى ايضاً لتقديم نموذج جديد لتناول حل المشاكل الاجتماعية التي تمس حياة المواطن العربي والمتمثلة في قضية أطفال الشوارع.
في قلب العاصمة المغربية "الدار البيضاء" بدأ تصوير مسلسل " كازا ستريت " والذي يحمل كثير من الأفكار الغير تقليدية . ولكن السؤال هل تناول المسلسل قضية أطفال الشوارع بشكل صحيح يدعو لإصلاح خلل موجود في مفاهيم المجتمع العربي تجاه قضية أطفال الشوارع أم أن المسلسل يركز على جانب الإثارة والتشويق فقط من أجل حصد المشاهدات باعتبارها المعيار الأهم لنجاح أي عمل درامي وبالتالي تحقيق الربح المادي
مسلسل "كازا ستريت" هو العمل الأول الذي بدأ تصويره بالمغرب ويفتح ملف الفئات المُهمشة من أطفال الشوارع ويغوص في قضاياهم بصورة جديدة.
إن تناول الظواهر الاجتماعية و التي منها الفئات المهمشة من أطفال الشوارع يجب أن ينطلق من السعي لاكتشاف الأسباب الحقيقية لظهور هذه الظاهرة ، و تحليلها ، ثم بيان الآثار المترتبة على انتشار تلك الظاهرة ، و إلقاء الضوء على المعاناة النفسية لهؤلاء الشبيبة ، و كيف يفكرون و كيف ينظرون لأنفسهم و للمجتمع .و بالجهة المقابلة كيف ينظر المجتمع لهم ، ستجد أن هناك أفراد كثيرة من المجتمع تتعاطف مع تلك الفئات و مستعدة لتقديم الدعم لهم و لكن لن يخلو المجتمع من مرضى و متكبرين سيتعاملون بطبقية مع هذه الفئة المهمشة من الشباب.
ولذلك فكون الأولاد أبطال المثلث الثلاثة وجدوا حقيبة أموال هذا تحدي لقيمهم ، وكيف سيفكرون باستخدام تلك الأموال خاصة أنهم بالفعل يمتلكون من وجهة نظرهم الحرية الكاملة نظراً لبعدهم عن رقابة الكبار وفي نفس الوقت يحتاجون هذا المال وأيضاً من يعرف ممن حولهم بوجود المال مهم سيستهدف ذلك المال وسيكون أمامهم تحدي آخر. بالتالي فالاختبار كبير على فتيان في مثل أعمارهم وخاصة انهم لا يحملون تربية دينية أصيلة سواء من المدرسة أو البيت.
ليس الإبداع أن تصنع عمل درامي يناقش مشاكلك الخاصة دون التقليد الاعمي الذي يناقش مشاكل الغرب ، وإنما الإبداع الحقيقي أن تناقش مشاكلك ومشاكل مجتمعك وتسعى لحلها وفق مبادئ دينك وقيمك حيث النبع الصافي من القرآن والسنة . أما اعتبار الأعمال الدرامية مجرد وسيلة للتسلية فهذا سيجعلها وسيلة لبعدك عن الله نظراً لأنها ستسعى لتقديم ما يعجبك ويسبب لك السعادة المؤقتة دون ما يفيدك ويقدم لك نصيحة صادقة.
إن الأعمال الدرامية لها تأثير كبير على المجتمع وهذا التأثير في غالبه سلبي ، ونتمنى أن تكون الدراما المغربية مختلفة وتتعامل بجرأة مع مشاكل المجتمع من حيث التناول وتقديم العلاج دون الشعور بالحرج من التناول الديني للحلول أو أن توصم بأنها قناة رجعية. فقد قال تعالى " ما جعل عليكم في الدين من حرج"
تعليقات
إرسال تعليق